تمكين الطفل

قد سمعنا بتمكين المرأة ،و بتمكين الموظف الكويتي ، و بتمكين المعلمات ، و غيره من المساهمات في تمكين المواطنين كل في مجاله ، إلا أنه لم يرد على الأذهان تمكين الطفل! فلأني مهتمه به  فقد سمحت لنفسي البدء بذلك لما رأيت بالغ الأهمية في بناء مستقبل أولئك البراعم وتوجيه طاقاتهم الفتية نحو بناء مستقبل وطننا، فقد استفتيت مجموعة بسيطة من النساء اللاتي يعانين من بعض المشاكل مع أطفالهن بمختلف أنواعها ( دراسية ، تعليمة ، نفسية ، سلوكية ) وتوصلت إلى أن هناك خلل في نظامنا التعليمي الذي يكاد يكون أصابه الوهن، فمع موجة التطور التكنلوجي المصاحب له ريادة الأعمال ، فقد ورد من الأخوات أنها سئمت من روتين المدرسة الذي لايضيف للطفل أي من تنمية مهاراته و قدراته الفنية، وقد ذكرت أخرى تود لو أن المواد تقلل ولا تعتمد على الحفظ فقط، بل يقيم الطالب على فهمه للمادة وكم استفاد من تلك المادة من ثَمَ تطبيقها في حياته ، كما أنه لو يقدم للطالب مواد تتوافق مع ميوله و تطلعاته المستقبلية و يبدأ تدريبه و تمكينه عليها حتى لا يصل لمرحلة التخرج إلا وأصبح ريادي ولديه صنعة أو حرفة تمكنه من بناء مستقبله و-لا يعتاش على وظيفة الحكومة -و ثالثة تضيف: أن هناك مواد مقررة و لها معلمات إلا وعلى حسب قولها غيرمفعلة،و لو فعلت لوجدت صداها بين أوساط الطلبة  واستخرجت الابداع الذي بداخلهم، أما من وجهة نظري فأرى الفشل في نظامنا التعليم يعتمد على عدة أسباب و سأذكر أهمها :
أولا : اقتصار التخصصات على أدبي و علمي ، لو يتم فتح باب كل على ميوله الزراعي ، الصناعي ، الحرفي ، الفني ، و هذا من الصفوف الأولى بعد ما أتم تعلم القراءة والكتابة و الحساب. ثانيا :يعود فشل النظام التعليمي على برمجة العقل أن التعليم يتطلب مدة طويلة ،في حين أن هناك الكثير من الأبحاث والدرسات تؤكد أن اليوم يمكن لأي شخص أن يتمكن من مهارة أو علم معين من خلال ممارسته مدة أطول في فترة قصيرة. ثانيا: نظامنا التعليمي لم يعد يخدم احتياجات الطالب؛ بحيث المواد التي يدرسها ليست لها صلة وطيدة في حياته اليومية كعلاقاته مع أصدقاته في كيف يبنيها و متى يتركها، أو علاقة المرأة بالرجل و كيف يسلط الضوء على أهمية الارتباط و مقدماته، و نفسية كل من الرجل و المرأة هذا ما يجب توعية طلبتنا بحيث يتم التدرج فيه كمنهج منذ الضغر حتى البلوغ كل على حسب عمره الزمني، و يفضل من يقدمه يكون مختص ويعرف كيف يقدمه من غير المساس بما يخدش الحياء، وإذا أتينا على مستوى الصحة فلا نجد مادة تبين أهمية الاعتناء بالصحة والتغذية السليمة و أهمية الرياضة و أثرها على صلابة الصحة النفسية حين يطبقون ما يدرس -فلما احتجنا لعميات التكميم ، وكثرة المستشفيات و الصيدليات- فالصحة ما هي إلا شعارات تردد من غير تطبيق ،والمال عصب الحياة فلا نجد من يوجه طلبتنا و هم في سن صغيرة و يرشدهم بالوعي المالي وأهمية الادخار و التوفير و كيفية الصرف، ثم يتخرجون فيُحمِّلون أنفسهم ديون و هم في مقتبل العمر فقط من أجل تلبية شهواتهم و رغباتهم من دون وعي . فهذه ثلاث موضوعات تلامس حياة الطالب يمارسها و يتعاطاها يوميا. فلو تم اطلاعه عليها منذ الصغرلتكوّن لديه وعي ، ولخلا مجتمعن ا من كثير من المشكلات الاجتماعية و الصحية و المالية! رابعا: نوعية المعلمين الذين يدرسون المواد البعض ليس الكل ،فمدرس البدنية مثلا غير لائق جسميا ، ومدرسة الموسيقي مثلا صاحبة صوت نشازوتعلم الغناء ؟ّ! فضروري معلم المادة يعكس فعليا مهاراته و جدارته فيها شكلا و معنا. وحتى أكون منصفة فأقترح أحد الحلول في تمكين الطفل ، تبكير اختبار الميول و القدرات في سن مبكرة جدا ، وهذا الاختبار لا يقيس المستوى الأكاديمي بل يقيس حقيقةً ميول و مواهب و قدرات الطفل!  و لنؤمن بقانون الوفرة و فتح أبواب التخصصات الأخرى فميول أطفالنا غير مقتصرة على العلمي و الأدبي .   الكاتبة عفاف فؤاد البدر