في وقتنا الحالي أصبحت اللعبة المسلية والأكثر إلهاءً للطفل في سن صغيرة جدا هو الأيباد أو هواتفنا النقالة فهي الأسرع في جعل الطفل يكف عن البكاء و اشغاله بالرغم من أنه لا يعرف استخدامه وربما يضعه في فمه إلا أنها تشد انتباهه بشكل كبير جدا ..فسؤال يطرح نفسه من المسؤول الأول في تشويه طرق التسلية لدى الطفل الذي لم يتجاوز السنة من عمره ؟؟
فإذا بدأنا من البداية منذ و لادة الطفل و الأم لم تكن متهيئة نفسيا و عاطفيا و فكريا و سلوكيا لاستقبال مولودها فحتما فستكون هي من أساءت إليه وستؤذيه من غير قصد منها ..
فأقول لكل أم مهتمة و هذا الموضوع يشغل تفكيرها و بالرغم من معرفة مضرته إلا أنها تجده الوسيلة الأسرع لالهائه.. و لأنه الأسهل و الأيسر و لأنه أصبح كل شيء ، فلا نتخلى عنه دقيقة بل و نربطه بأعناقنا فأصبح عالمنا المصغر، و لا أخفيكم حقيقة أصبح هو الماتع و الآنس لنا فما بال بصغارنا .. إلا علينا التقنين من استخدامه أثناء تواجد أطفالنا حتى لا نغرس في أذهانهم و بطريقة لا واعية أنه لا غنى عنه .. بل علينا إيجاد طرق خاصة في سنواته الأولى حتى ثلاث سنوات وسائل ترفيهية مختلفة و فعلا مسلية لهم .
كما أن الأم مهما حولت؛ إلا أن البيئة من حولها لم تعد تساعد و تدعم فقد بتربيه وتمنعه من الأجهزة الالكترونية في سنواته الأولى في بيتها ، فعند زيارتها لأهلها أو أهل زوجها هناك من لا يستجيب و لا يحترم السلوكيات التي قد عودت طفلها عليها فينشأ من ذلك الوقت يدمن الأيباد و تكون لعبته المفضلة فهنا تبدأ معاناتها أكثر ..
فإليك بعض الارشادات التي تساهم في ايجاد عادة جيدة في التخلي عن الايباد:
أولا : طوال جلوسه معك لا تستخدمي هاتفك للمطالعة و البحث في السوشل ميديا فقط للاتصال .. الأمر جدا بسيط يتطلب فقط ممارسة و تدريب من قبلك و خاصة في أول سنتين، و استبدلي رغبته بالتعلم بالمسك أو اكتشاف شيء جديد بالقصص التي تغلف أحيانا ببعض الفراء و الكثير من الأقمشة ليختبر مختلفة المواد من خلال اللمس.أو المواد الخشبية الملسا أو ألهاب كهيئة الهاتف إن كنت عودتيه و تريدين استبدال العادة لأنه سهل تعويده في هذا السن .
ثانيا :لاسكات الطفل و قت نومه أو أثناء اطعامه جربي ترنيمة أو لحن معين بصوتك و بكلمات ذات وقع ايجابي و مريح على طفلك أو ترديد لا اله إلا الله بلحن شجي هادي و مريح للطفل يشجعه إما على النوم أو على تناول طعامه بكل تقبل .. بدل لجوئك لاستخدم الهاتف أوالايباد.
ثالثا :تعلمي تحاوريه و تتحدثي إليه في تغييرك له و في اطعامك أياه ،و إذا كنت ترضعيه أبدا لا تلقميه صدرك و عينك على شاشة هاتفك إلا للضرورة ،لكن قدر ما تركزي في بؤرة عينه و تتحدثي إليه و يكون هذا الاتصال الروحي و النفسي والعاطفي و تغذيه من خلال نظراتك له بالحنان و من خلال كلامك بالثقة و احترام لكيانه.. و جربي الطريقتين و لاحظي الفرق بنفسك ، و كما يمكنك قراءة القرآن على مسمعه وأنت ترضعيه كل هذا فأنت تغرسين فيه أن الحوار و المحادثه هو الشيء الذي يمتع و يسلي .
و هذه بعض الطرق التي قد تساعدك و تتحملي مسؤولية رعايتك و اهتمامك لطفلك .. بدل أن تأتيني في الاستشارة تقولين تحسفت أعطيته الايباد في عمر صغير .. فقط اصمدي أول سنتين و بعد ذلك تتدرجي في اعطائه الأيباد على فترات قصيرة جدا، و باتباعك اسلوب الحوار و الحديث معه منذ الصغر تكونين قطعت شوط بنيت جسر تواصل بينك و بين طفلك فسيسمع لك وسيقل بكائه و يمكنه من خلال تعلمه النطق و الحديث يخبرك ما هي مشكلته و مالذي يعاني منه .
و أنصحك في اقتناء كتيب قياس مستوى المسؤولية و أدربك على كيف يمكنك تحملها
https://afafalbader175.lpages.co/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
الكاتبة عفاف البدر/*54745756836*/