كما وعدناكم على مدونة مركز بيور للاستشارات النفسية بسلسلة من المشكلات السلوكية لدى الأطفال وتكلمنا في الحلقة الأولى من السلسلة بالمقال السابق عن العناد لدى الأطفال من حيث مظاهره وأسبابه وعلاجه . وفي الحلقة الثانية من السلسلة في هذا المقال نتناول واحدة من أهم المشكلات السلوكية لدى الأطفال وهي الشجار بين الأخوة
الشجار بين الأخوة
رابطة الأخوة من أقوى الروابط الأسرية والتي يسعى الآباء لتدعيمها بين الأبناء منذ الطفولة لتسود روح المحبة والتألف بينهم بما ينعكس بصورة إيجابية على علاقاتهم الأخوية في المستقبل
وخلال مراحل النمو من الطفولة ومرورا بالمراهقة تتولد المشاجرات بين الأخوة والتي تعكر من صفو أفراد الأسرة وتتسبب في خلق جو من القلق والتوتر والشحنات الانفعالية السلبية. لذلك كان من الأهمية أن نكتب هذا المقال لإرشاد الآباء وتعريفهم بأسباب هذه المشكلة وكيف يمكن علاجها.
الأسباب
تفضيل الوالدين لطفل على الأخر يولد الغيرة والشجار بينهم
-التقليد والمحاكاة من جانب الأطفال لما يشاهدون من مشاجرات واقعية بين الأطفال خارج المنزل أو مشاجرات بين الأب والأم داخل المنزل
-قد يتشاجر الأطفال لا لشيء إلا للفت انتباه الوالدين فقط، خاصة في حالة انشغالهما لوقت طويل سواء في العمل أو المطبخ أو مواقع التواصل الاجتماعي.
-الشجار أمر طبيعي بين الأطفال المتقاربين في العمر
العلاج
نراقب الشجارات التافهة مع عدم التدخل : عندما يكون الطرفين متكافئان والموضوع تافه لا تتدخل طالما أنه لا يتعرض احد الطرفين للإيذاء لأن في ذلك تعويد لهما على حل النزاع دون اللجوء للأخرين .
-ندرب الأبناء على مهارات حل المشكلات من خلال دعوتهم بعد ان يتوقف الشجار وتدريبهم على تحديد المشكلة وتوليد الحلول واختيار الأنسب منها .
-مكافأة الأبناء عند ما يتسامحون فيما بينهم وعند اظهار روح التعاون فيما بينهم .
-استخدام الإبعاد المؤقت مع الاثنين حتى يتعودون ضبط النفس .
-تجنب المقارنة لأنه يخلق حالة من الغضب لدى الطفل اتجاه اخوانه
-تذكر أن الشجار بين الأخوة أمر طبيعي وقد يكون فرصة ذهبية لتعلم مهارات اجتماعية مختلفة كمهارة التفاوض وحل المشكلات واحتواء وجهات النظر المختلفة بالإضافة إلى التعاطف والاعتذار والتسامح، إذا تم التعامل معها بالشكل الصحيح.
-التزام الحيادية وتجنب معاقبة أحدهم لإرضاء الأخر ولكن مساعدتهم على توطيد علاقتهم وتطوير مهاراتهم في حل المشكلات.
– باستخدام الدعابة يمكن امتصاص حدة الخلاف بالقليل من المرح؛ مثلًا تقمص دور معلق كرة أو مذيع برنامج عند الاستماع لأطراف المشكلة قد يخفف من التوتر، وربما يثير ضحك الأطفال وتحل المشكلة دون مفاوضات تذكر.
#-على ولي الأمر ان ينتبه فقد يتطلب الأمر طلب الدعم من متخصصين في حالة تكرار المشاكل بشكل يعطل الحياة اليومية أو يهدد استقرار الأسرة و يعرض أحد الأطفال للضغط النفسي.