مقال اليوم نتناول فيه مشكلة قضم الأظافر وهو يمثل الحلقة السادسة من سلسلة مشكلات الطفولة في مدونة مركز بيور للاستشارات النفسية والتي نحرص فيها بنشر الوعي والإرشاد الأسري لمواجهة تلك المشكلات على أسس تربوية سليمة. لنحقق بذلك نمو سوي وسليم لأطفالنا.
قضم الأظافر من اضطرابات الوظائف الفمية تعود بالأساس الى القلق والتوتر النفسي، وهي اضطرابات سلوكية ملحة، حيث يندفع الطفل أو حتى الشخص البالغ الى قضم جلد الأصبع أو الأظافر ويرى باحثون أن المصاب يعمد الى الهجوم على ذاته لإخراج مشاعر القلق الحبيسة في أعماقه ، للتحول عن موضوع تفكير مزعج الى الشعور بالراحة والتحسن.
حيت أن الأطفال يقومون بهذا الفعل بشكل لا ارادي وغير واعي بالأسباب التي تدفعهم لذلك. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يصل الأمر الى تدمير شبه كامل للأصابع. وغالباً ما يلاحظ بداية هذه العادة عند الأطفال من سن الثلاث سنوات، فيما يقدر علماء النفس أن 50 بالمائة من الأطفال يمكن أن يتعرضوا الى نوع مؤقت من هذه العادة، وقد تستمر مع بعضهم الى مراحل متقدمة من العمر، بحيث يجد المصاب نفسه خاضعاً لها في المواقف الصعبة وبشكل لا ارادي خاصة في فترة موسم الامتحانات أو حين انتظار شيء ملح، أو عند مواجهة أو مقابلة أشخاص غرباء .وهي ما يعرف بفترات التوتر الشديد.، وتنتشر هذه العادة كثيراً بين الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة الأفلام العنيفة.
مخاطر قضم الأظافر
يؤدي القضم المستمر لنهايات الأظفار الى اضعافها، وقد تحتاج عملية الترميم الذاتي للأنسجة الى عدة أشهر بعد التوقف عن هذه العادة، فيما قد يؤدي الاستمرار في مهاجمة قاعدة الأظافر الى احداث تشوهات في نسيجه ، كما أن عادة قضم الجلد المحيط بالأظافر ونهاياتها تساعد على تسرب الجراثيم. والبكتيريا الى الفم، خاصة عند الاشخاص المصابين بالسكري وأمراض الجهاز الوعائي، حيث تقل حماية الجهاز المناعي لهذه المناطق من الجسم ويسبب ابتلاع أجزاء من الأظافر أو الجلد المحيط بها التهاب الزائدة الدودية، ناهيك عن تشوه الأسنان، وتكون الأظافر مصدراً للإصابة بالتهاب الطفيليات, خاصة عند الأطفال الذين يكثرون من اللعب بالتراب.
اسباب مشكلة قضم الأظافر
-سوء التوافق الانفعالي فيقوم الطفل بقضم الاظافر رغبة في ازعاج الوالدين ويحدث تثبيت تلك العادة نتيجة ممارسته المتكررة ورغبته الملحة في ازعاج الاهل متصورا ان في ذلك عقابا لهم .
-عقاب الطفل لنفسه نتيجة شعوره بالسخط على والديه وعدم استطاعته تفريغ شحنته فيهم فتتجه تلك المشاعر العدوانية التي يكنها تجاههم نحو نفسه (ذاته ).
-طموح الأهل الزائد الذي يفوق امكانيات الطفل فيشعر بالخوف من تحقيق أي شيء فينعكس هذا الخوف في صورة قلق وتوتر ويكون من مظاهر هذا القلق قضم الاظافر.
-وجود نموذج يقلده الطفل اما في المنزل او في المدرسة فيقلد الطفل ذلك الشخص وتتأصل عنده كعادة .
علاج مشكلة قضم الأظافر
* تقليم أظافر الطفل أولا بأول وعدم تركها تطول.
* توفير الجو النفسي الهادئ للطفل وإبعاده عن مصادر الازعاج والتوتر
* وضع مادة مره على أظافر الطفل بشرط تعريف الطفل بالهدف من ذلك
* مكافأة الطفل ماديا ومعنويا في تعزيز عدم قرض الأظافر فالثواب يفيد اكثر من العقاب .
* مناقشة الطفل ولفت نظره بضرورة اقلاعه عن هذه العادات المنبوذة من قبل الأخرين .
* استخدام اجهزة التسجيل مثلا تسجيل كلمة ” لن اقضم اظافري ” على شريط واسماعه الطفل قبل النوم او اثناء النوم .
* اشغال يد الطفل بأنشطة مختلفة تمتص الطاقة والتوتر كألعاب العجين وطين الصلصال والعاب الرمل والماء مع شغل الطفل بالنشاط اليدوي ، وإشغال فمه بمضغ اللبان مثلا.
* الابتعاد عن عقاب الطفل وزجره او السخرية منه
/*54745756836*/