لاتكن من صناع الخوف

لا تكن من صناع المخاوف

“الكورونا “ أصبح الوحش الكاسر الذي بات يهدد العالم .. هو لوحده لايمكن فعل شيء ؛ لكن ما يبث عنه من الأعاصير والأمواج الهائجة التي تزحف إلينا بواسطة ما يتناقله الناس عن طريق السوشل ميديا .. أصبحت هي الخطر القاتل و المميت ، وهي العدو الكاسر .. لأن في كل مرة تستمع لانتشار الاصابة  وتوسعها، أو أنه سوف يتم القبض عليك كعدو مسلح لانك بت ناقل للمرض بحد ذاته يجعلك تصرع حتى الموت ..

و أيضا بعض الناس ليس له عمل سوى تتبع الأخبار السيئة و ربما يكون مصدرها غير صحيح ، فيبثها وكأنها الحقيقة الواقعة .. مما يقوم بتسميم الجهاز المناعي أكثر و أكثر بسبب الرعب الذي يتغلغل في النفوس الضعيفة ، فتحطم الكيان النفسي وينهار مما يساعد في جذب أي وباء ليس فقط كورونا ، فيسقط صريعا ، فهذا ديدن الناس التي تقوم بنشر الغث و السمين، و تثير الفتنة، و نشر الرعب، فربما تكون قاصدة أو ربما تكون غير ذلك، فمن منطلق رؤيتنا كمركز بيور للاستشارات النفسية لبث وزرع الطمأنينة و السلام و الأمن و الأمان النفسي  وتقوية الإيمان بالله  وتدعيم الثقة بالله  “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ” فالتسلح بالأذكار الصباحية و المسائية خير حافظ لنا…

 نقول:أن من يقوم بنشر المخاوف و تهديد أمن الناس فنرى هذا الشخص  إنسان مريض نفسي لأنه يتغذى على مثل هذه المخاوف و يغذيها حتى تكبر و تتضخم و يجعل منها فقاعة فكل شخص يسير على هذا المنوال يعتبر جندي مجند يقوي هذه الفقاعة من المعلومات الهدامة و القاتلة  في كل بقعة من بقاع  في الأرض لتتحد  فيما بعد .. وتفجر كل الطاقات السلبية ، المخاوف و الغضب و الكره و العداوات و الطائفية ، فإذا سألته لما تبث مثل هذه الأخبار؟ يقول لك :هذه حقيقة وواقع ؛ في حين لو سألته هل تنشر هذه الأخبار لأطفالك أو المقربين لديك ؟ لقال لا لأني أحبهم ؟! ففي الواقع الحب موجود فينا جميعا لكن لا نعرف كيف نسخره لخدمتنا و لصالح أعمالنا .. فمثل هذا الشخص طبعا متناقض المشاعر فكيف يحب و بنفس الوقت ينشر المخاوف و الذعر .. نقول لأن للخوف أهله الخاصين فيه منهم هؤلاء  الذين يمنعون عن أنفسهم الحب من خلال  اتباع أفكار مزعجة و مشاعرمزعزعة وسلوكيات مشتته ، فيلغون الحب و يضعون بينهم وبينه حواجز باختيارهم ،فمجرد حدوث موقف فيه خوف يجده المتنفس له فيتعلق به و يبدأ ببثه ، فيشكل هويته أي أنه لا يستطيع العيش من دون أن يكون في حالة الفرار أو التجمد أو الاختباء في مكانه ، ونجد أنه يبدد هرمون الادرينالين على أمور جدا تافهة و هماشية لأنه طوال الوقت يعيش حالة من الخوف و الذعر و القلق و التوتر ..

  فنصيحتنا لهم عودوا إلى الحب الذي بداخلكم و استثمروه و عيشوه و عيشوا به و ردوا كل رسالة سلبية أو أوقفها عندك، و انشروا بدلها كل ما فيه الفرح و البهجة و الايجابية و السلام و الطمأنينة .. عودوا لحب ذواتكم ، فطرتكم النقية التي هي بذرة من الحب التي كونتكم منذ الايذان بوجودكم .. وحصنوا جهازكم المناعي بالحب كي يقوى و ويكون صاد لصدمات الحياة ، ولا تكونوا صناع المخاوف.

الكاتبة :

عفاف فؤاد البدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *